الاثنين، 26 يناير 2015

مؤسسة فنون الثقافية / مقال / محمد الماغوط الشاعر السوري / لميس العفيف / سوريا







الشاعر محمد الماغوط ضمن سلسلة أعلام خالدون في مركز ثقافي أبو رمانة بدمشق

استعرض الباحث أسامة الماغوط ضمن سلسلة أعلام خالدون الشهرية التي استضافها ثقافي أبو رمانة مساء اليوم بعضا من جوانب حياة الشاعر محمد الماغوط مقتصرا على أنماط سلوكه الحياتية والوسائل التي كانت تدفعه لكتابة الشعر وكيفية انعكاس الأحداث الاجتماعية والإنسانية على موهبته الشعرية والمسرحية.
بين الباحث الماغوط أن الشاعر محمد الماغوط بدأ حياته الاجتماعية بدمشق بعد أن فشل بالتعامل مع الزراعة والأرض ليختار الثقافة والأدب والكتابة ملاذا إنسانيا جعلته الموهبة الكامنة في داخله يلجأ إليه متأثرا بالأزمات الاجتماعية التي كانت تلم بأسرته وبمجتمعه إضافة إلى البيئة الصحراوية الملاصقة لبلدته السلمية.
في دمشق كانت تجربة الماغوط في الخمسينيات مغموسة بالم السجن ووجع الفقراء وآثار الظلم حيث ذهب بنزوعه الإنساني للبحث عن المرأة والحرية والأفق بحسب ما أورده الباحث الماغوط فكانت قصائده متأثرة بهذه الظواهر عبر ألفاظها ومفرداتها وتكوينها البنيوي الذي اعتمده الشاعر في نسيج نصوصه.
3
وأوضح الباحث الماغوط أن عمه الشاعر محمد الماغوط انضم إلى جماعة شعر في لبنان حيث تعرف إلى الشاعر اللبناني يوسف الخال الذي احتضنه في مجلته شعر مبينا أن أول من اكتشف الماغوط الشاعر هو الشاعر أدونيس وذلك في إحدى جلسات المجلة خلال قصيدته التي حملت عنوان “القتل” التي قرأها بحضور يوسف الخال وأنسي الحاج والأخوين الرحابنة فتركهم يتساءلون هل هو الشاعر “بودلير أم رامبو” إلى أن أشار أدونيس إلى الماغوط وقال هذا هو الشاعر الذي كتب القصيدة.
وقال الباحث لقد تعرف الشاعر الماغوط إلى الشاعرة سنية الصالح في بيت الشاعر أدونيس وهي شقيقة زوجته خالدة سعيد حيث كان الماغوط وسنية يتنافسان على جائزة جريدة النهار لأحسن قصيدة نثر وكان بعد ذلك قدرهما الزواج ثم تتالت التداعيات وصدرت مجموعته الشعرية الأولى “حزن في ضوء القمر” عام 959 عن دار مجلة شعر ثم مجموعته الثانية “غرفة بملايين الجدران عن الدار ذاتها” عام 1960.
وكانت دمشق بالنسبة للماغوط الشاعر صاحبة المقام الأول حيث سكنته وسكنها فلم يستطع أن يغادرها وكان يذكرها في أكثر أشعاره ولا سيما عندما يغادرها ولو لأيام قليلة حيث خاطبها في قصيدته “عربة السبايا الوردية” التي قال في مطلعها:
ها الربيع المقبل من عينيها .. أيها الكناري المسافر في ضوء القمر خذني اليها .. قصيدة غرام أو طعنة خنجر ..فأنا متشرد وجريح.
وأشار إلى أن الشاعر الماغوط أربك النقاد في التعامل مع أشعاره ليضطروا للاعتراف بها واستثنائها كمادة أدبية عالية المستوى حيث أورد قوله “ليس لي عالم منظم في كتابة الشعر .. إنها فوضى أشبه ما تكون بمعركة خيول في الغبار رويدا ورويدا تنجلي المعركة ودائما يكون الصدق هو بوابة قصيدتي وخاتمتها”.
ولفت الباحث الماغوط إلى أن الشاعر الراحل تشبث بعفويته وفطرته فكانت قصائده تلقائية مستقاة من بيئته الريفية ليعلن عبر مجموعته “الفرح ليس مهنتي” تحوله لكتابة المسرح والزوايا الصحفية بعد صمته الشعري وليكتب عشرات المقالات في مجلة المستقبل تحت عنوان “أليس في بلاد العجائب” ومن ثم مسرحيته “كاسك يا وطن” حيث كتب أيضا في مجلة الكفاح العربي ومجلة الوسط وفي هذه الكتابات رد على طرح ما عرف بمسرح النخبة حينذاك.
رحم الله الشاعر والكاتب الكبير الماغوط خساره كبيره لسوريا بفقدان هذا العملاق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق