الاثنين، 12 يناير 2015

مؤسسة فنون الثقافية / قصيدة / شمطاء / عبد اللطيف الرعري /





صارت تتسامى الجراح بعشقها
لبريق الخناجر ...
صارت للنّاي أبخاش صامتة
ولليل عيون لا تنام
ودمع لا يجف أفاض تربة الخدود وحلا
وحفر مستنقع الكرب لتماسيح
تمشي على بطونها
وللنهار جدران أقصر من الحلم
والحلم ماسك بالزاوية
والزاوية صوفها بين القمر وحزني
صارت لي ولنسمة الجنوب
مستقر على جمر لا يهمد
ورقصنا لا ينتهي متسليا بصخب الادانة
صار للبعد طلاسم نقشتها تخاريف
شمطاء تبني قصورها فوق جزر المحيطات
وتنتظر قدوم طيف هزار نفثه
الحمق في مخبئها السري ليلة موت الحمام
لحظة سقوط آخر مملوك بمسوح الرهبان
يرمم المكنسة بشعره تحت نور قنديل
وصغار الدرب ترشق كوخ الشمطاء بالحجر.
وصار للقرب مأثم حزين
تتمرغه الفراشات
بكاؤها نزيف أحمر ...
وبوحها غصة ساكنة في ألحلق
حلم الرمال ببياض لتوقف إعصار الاشجار
في مستهل السبيل الى الصحراء
فثمة أطياف أخرى تتلون
وثمة جداول تنتظر وقف العويل
بين مجرى الالوان
ومجرى الدماء
سقطت الحيّل على الحيّل
وغطّت العجوز البحر بثوب البهتان
وأشعلت فتيل الحريق في ذيلها
فصار لها مع الليل أنين
وصار لي في خدي كتاب قرأته السنين
و العصافير صقلت مناقيرها على الحنين
فراحت تكنس بيوت الشيطان باغتراب
وأزاحت عن عقمها طعم البطولات
ومزّقت النقاب ومشت عارية إلا من خزيّها
تهرول في سخطها والريح يضحك
يضحك ...يضحك ...يضحك...
حتى تفتق الحلم حكاية روتها زهيرات الصبح للندى
وها انا الان اسمعه يضحك
عذرا سيدة الغرور لا دور لك الان في ايقافه عن الضحك
ولكني سأدك الارض بأظافري لأرغمه على النوم
واتمم قصيدي في عراء النهر لأحرق جسد العجوز
صارت تهدهد شجرة الاصوات فبحّ صوتها
وحين مرّ الهزار يكلمها دفنت رأسها في الرماد
وعرّت ساقيها للريح
وأغلقت الابواب
وقالت لن أنبعث بينكم مرة أخرى
إلا شمطاء ومكنستي في يدي
وأجر البلاء بغمز أسمالي
وأتحايل على العاشقين
وأمدّ الشعراء بلغطٍ طويل
ويكف الندى عن الضحك.
عبداللطيف رعري
شمطاء العار

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق