الخميس، 8 يناير 2015

مؤسسة فنون الثقافية / قصيدة / عابوا علي الهوى / ناهد الحلبي /





عابوا عليَّ الهوى!!!
_______________
يا وحشةَ الضجر المسكونِ في المقلِ
أين الرسائلُ يا وعداً بلا أملِ
عامٌ مضى وسنونُ الشوقِ آثمةٌ
والقلب ينبضُ في شوقٍ إلى رجلِ
أين السواعدُ حولَ الخصر مغنجها
هل من هوىً نضرٍ ما القلبُ في ذُبُلِ
يا مُشبَهاً بحرير الجلدِ ملمسَهُ
وشَّى الرياضَ رحيقُ الثغر من عسلِ
أسعى إليكَ فخذني ما عصيتُ هوىً
ضاعت ملامحهُ في زَحمة الخجلِ
إني ظُلِمتُ فقالوا حبُّها جسدٌ
لا يرتقي لهوى العذراءِ في خجلِ
عابوا عليَّ إذا ما قبلةٌ خطرتْ
في البالِ أم ورضاب الثغر في بللِ
إن من بناتِ هوىً للخمر أكؤسهُ
أو كنتُ راهبةً تحيا على طللِ
أنتَ الحبيبُ كما ذي الروحُ في جسدٍ
إنَّ الهوى شعِلٌ ما العشقُ في نهَلِ
لا تستحمَّ بعطر الشمسِ غاربةً
بل بالضياءِ كنجمٍ غير مُنتقلِ
إنِّي بلحظةِ سهوٍ من جنون يدي
رتَّبتُ ثوبيَ معصوماً من الزللِ
عجَّتْ دروبكَ باللذَّاتِ زاهيةً
من مُبصرٍ لدموع الخدِّ لم تسِلِ
يُفري الحشا فغِزارٌ أدمعي جرحتْ
جفن الهوى وبفيءِ الرمش والكحَلِ
هذي حكايته أنثرتُها مِزَقاً
قلَّبتُ في صفحات الأمس والنُّقلِ
إن كنتُ لم أرهُ ما شاقني قلمٌ
خطَّ المداد به ما القلبُ لم يقُلِ
هُو الذي بكلام العشق أغرقني
إنَّ القوافيَ تأبى ناصبَ الجُملِ
في وحشتي ألمٌ قد نابَ عن كلمٍ
أشقى الفؤادَ وما في القلبِ بالعللِ
أوغلتَ في مُتعِ الدنيا وحيثُ أُرى
كالسهلِ يألفهُ طيرٌ على جبلِ
غبَّت ندىً قسمات الوجه من ألقي
يا منبتاً وجعاً من ماطر هطل
إنِّي أحبُّك ما أعطشتني ولهاً
والثغر مدَّلهٌ روَّاك من ثمِلِ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق