الأحد، 18 يناير 2015

مؤسسة فنون الثقافية / مقال / قصة أغنية / لميس العفيف / سوريا




أساس وأصل أغنية فوق النخل وقصة هذه الأغنيه العراقيه
أغنية عراقية ما زالت تستعاد في كثير من السهرات والسمرات على المستوى العربي وليس العراقي وحده، ويعدها كثير من المدن من تراثها مثل حلب.. وما بين "فوق إلنا خل" أو "فوق النخل" ثمة حكايات تروى.. وهذا المطلع للأغنية الشهيرة التي انتشرت بصوت الفنان العراقي الراحل ناظم الغزالي، وأداها برقيّ الفنان السوري صباح فخري، فيه أكثر من قول.
فهناك من استهجن جلوس الحبيبة فوق النخل ليغني حبيبها لها وهو واقف تحت، ورأى أن المطلع هو "فوق إلنا خل.. فوق فوق، يابا فوق إلنا خل فوق".. واستدل بقصة تفيد أن عاشقا يمر كل يوم ليحظى برؤية حبيبته وهو من ذوات العز والجاه، وتسكن قصرا منيعا يحيط به الحرس. وحين أثار الفتى ريبتهم سأله أحد الحراس عن سبب مروره اليومي من هذا الطريق، فأجابه "فوق إلنا خِل فوق....".
ويرى بعضهم أن البلاغة هي عنصر رئيس في الفكرة، ففي البلاد التي تفخر بالنخل، يصفون الأثرياء وعلية القوم بأنهم "فوق النخل" رفعة، أي لهم مرتبة سامية ترقى لأن تعلو أعلى من ارتفاع النخل، ومن هنا جاء مطلع الأغنية بحسب تعبيرهم "فوق النخل"..
وفي رواية مختلفة، يقال بأنّ البيوت الشرقية البغدادية القديمة تتكون من ساحة وسطية تحيطها مجموعة من الغرف وهي تتألف من طابقين طابق أرضي وطابق علوي أو فوقاني باللهجة العراقية وكلاهما يحتويان على نفس العدد من الغرف ، حيث تستأجر كل عائلة من الطبقة الفقيرة غرفة من الغرف ، الشخص العزابي أو الزكرتي لايسكن في هذه المنازل إلاّ بعد أن يتأكد صاحب الدار من أخلاقه .وان شابا كان يسكن أحد هذه البيوت ، يخرج يوميا للعمل ويعود في آخر المساء ، يدخل غرفته دون أن يكلم أحدا وعند دخوله في احدى المرّات لمح وجها جميلا لشابة في الطابق العلوي، وقد انبهر بجمالها ، وشعر برغبة في أن يكلّمها ، ولكنّ التقاليد والأعراف آنذاك كانت تمنعه من ذلك ، وبدلا من أن يكلمها بدأ بالغناء وبصوت جميل أخّاذ فوك إلنه خل أي بمعنى (لنا حبيب في الطابق الأعلى)...
في اليوم التالي عاد الشاب من عمله وهو في أشد حالات الشوق لرؤية الفتاة ، ولم يخب ظنّه
لقد رآها واقفة عند باب غرفتها في الطابق الأعلى وضوء الفانوس يضفي على وجهها جمالا
إضافيا، عندها أخذ الشّاب يغنّي:
فوك إلنه خل فوك
فوك إلنه خل فوك
مدري لمع خدك
مدري لمع طوك
وانتبه سكان الحي إلى هذا الصوت الجميل وخرجوا من بيوتهم ليعرفوا من هو صاحب هذا الصوت ؟...وتكرر الحدث في الأيام التي تلت وكان سكان الحي يشاركون الشاب الغناء ولكن بلهجتهم البغدادية فبدلا من أن يقولوا فوك إلنه خل قالوا : فوك النخل .. وهكذا اندمجت كلمة
إلنه مع كلمة خل فأصبحت النخل .. وهكذا ساهم سكان الحي بتقريب قلوب المحبين .. وانتهت

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق