خواطر
بقلمي لميس العفيف
نحن سياميان ........... لكني راحله
أتسلق ضفيرة الأمل , يلبسني معطف واقي من الرحيل أحياناَ , و أحياناً ينبت
جناحان أسابق بهما الزمن أريد أن أعود وأسبق أرمسترونغ و أطأ بقدمي مكان
أول هبوط له , ........
لكن عندما أسير في دمشق القديمة , وبين أزقتها
الغافية على أكتاف الزمن , وتحضني نسائم الياسمين , وتزخرف عيناي بيوتات
الشام العريقة , وتعانق روحي أشجار النانرج المثقلة , بالحب والجمال ,
أودعها وأدخل سوق القيمرية الشهير المطرز بالمحلات التي تحكي قصة الفن
والجمال حيث هي كرنفالات للرسم والفن والتطريز , ومنها أعرج على قهوة
النافورة فتتنفسني بروائحها الجميلة , حيث كثيراً مايكون زوارها من أهل
الفن والموسيفى والتمثيل , أه هذا هو الجامع الأموي يمد يده ويشدني لأصالته
وتاريخه أسلم عليه وأتركه لأعانق أسواق دمشق التي تخبر عن ماض وضعت فيها
الشمس أبناءها هنا و أخذتهم تمتعهم بالتجوال في سوق الحميدية وتطعمهم من
بوظة بكداش الشهيرة , وتشتري دواليب الهواء الورقية الملونة وتشرب معهم
التمر الهندي المثلج , و لحظات
لثمتني ريح التوابل عندما مررت من سوق
البزورية , الرائع حيث الشموع الطويلة والبهارات والحلوى والعطور إنه معرض
لكل ماهو ممتع , وفي أخره , تعانق السوق مع توأمه سوق حفر جذوره في سنديان
التاريخ إنه سوق الطويل ومدحت باشا ............الله هو مهرجان للعراقة
الدمشقية بكل معنى الكلمة , فكل ما تشتهيه تجده به , أه ..............
تصرخ الروح وتقول أنبتي وتجذري في شرايين دمشق ........وتارة لما تقصلني
ذكرى الأطفال التي تلتحف الريح وعيونهم حقول من الألم وشموع أصابعهم ذابت
من البرد , والجوع ينهش خدود النساء في شوارع اللجوء , و سكاكين الرصاص
تمزق لحم الغفلة الحالمة , و شرايين الكهرباء لادماء فيها أرتشفتها آكلة
لحوم البشر , و غربان تسرق وتنهب , وطوابير المحنة تعبأ أوكسجين الروح ,
وتسرق آخر قبلة حياة لدينا .............. أتعلق بمنقار الطير المهاجر عبر
المحيط , وتبقي في مسامي .........ياشام , فنحن سياميان لكنني راحله
.......... راحله
بقلمي لميس العفيف