الأربعاء، 17 ديسمبر 2014

مؤسسة فنون الثقافية / قصة / حب / خديجة السعدي / العراق






قصة حبّ أو أكثر
خديجة السعدي
في ظلّ صخرةٍ كبيرة حطَّت قدماهُ بالقرب منّي. أبدى رغبته في البقاءِ معي وملازمتي المكان.
لم أستطع التقاط أنفاسي إلا بصعوبة بالغة. أمّا هو فحبس أنفاسه ولم تعد قدماهُ قادرتين على حمله. انسابتْ مشاعرُه بحنانٍ كبير. لم يستطعْ الابتعاد عنّي. كنتُ نورهُ الذي يهتدي بهِ هذا ما أفصحتْ به حركاته الصامتة.
حالة انتظار وترقّب. نهارٌ جميل وهادئ على الشاطئ الطويل. التمعتْ عيناهُ مرّة أخرى ونطقتْ بأسئلةٍ كثيرة لا جواب لها لديّ.
لم أكن قادرة على مصارحته خوفاً عليه، أو ربّما خوفاً من الجديد الذي قد يحدث.
يا إلهي! إلى متى ستدوم هذه الحال؟ لا أحتمل نظراته و توسّلاته الخفيّة التي أحسّ بها حين يقتربُ مني، أو يبتعد. لا يريد أن يفهم أنّ مشاعري وعواطفي ليست له. لم يستوعب معنى كلماتي ونظراتي وكأنّه لا يريد أن يقرّ بأني أحبُّ شخصاً آخر.
" لماذا أنتِ هنا؟" سألني بعد دقائق من الحيرةِ والقلق.
" أنا هنا أتأمّل البحر والسماء وأنتظر مجيئ شخص ما. "وأنتَ ماذا تفعل هنا؟"
بدأ يتلعثمُ..
"هل كنتَ تلاحقني؟" أقولُ بعصبية.
"أجل، أتابعكِ خطوة بخطوة،" قال بخجل.
"لماذا؟" "ألم أقل لكَ بأني أحبُّ شخصاً آخر."
" ولكني..ولكني ..ولكني أحبّكِ ولا أستطيع التخلي عن حبّكِ. أعرفُ أني لم استطع قول أي شيء.."
نظرتُ إليه آملةً أن يفهم شيئاً من نظراتي، لكنهُ لم يقتنع. أو هكذا بدا لي.
لمحتُ حبيبي قادماً من بعيد. رفرفتُ كحمامة بريّة في اتجاهه. أما هو فنظر إليّ وإلى حبيبي ومضى دون أن يلتفت إلى الوراء.
كم الحياة قاسية!


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق