الخميس، 25 ديسمبر 2014

مؤسسة فنون الثقافية / قصيدة / فيض الكأس / عبد اللطيف الرعر ى /






بين جبال لم أتسلقها
وتلال غاضبة
بين دفتي كتاب عنوانه غائرة كعيوني
كنت أنفض غبش الرجم عن مواجعي
بتثاقل زمني رثيب...
أرتشف من الموج غمزا للعيون الساهرة
قبل غمضها ..
وأعدّ للبدايات كفنها الأزلي
للنهايات قبورا في بعد المدى
ولختم الأزمات جبا يشتهي الحجر
رثبت شهواتي على غير عادتها
في جوف قصبة فأحكمت دفنها
وعلقت على صدري زاد العمر
وبدأت رحلة الأبد للأبد..
بشبر مقاسه الجرح ...
فوق قارب صنعته الأطياف من رعشة الحجارة
فانزلقت مع طحالب البحر نشكو
سطح الماء شحّ المداد
فيا تلال غضِبت من سمائها الرمال
ماذا دهاني في نشوتي ؟
وسكرة موتي عتابا...
هي الأقراح فرادى بين اقدامي
وأنتظر وطأ الإبل....
والشر حصير يتهادى لظهري
لما الليل أجاب..
لِما رمد العيون حلاّ بياضا
وشيب الرأس طال وغاب
وأطياف الظلال منّت القلب تِعْداد
راق لي نزيف لساني لما الصمت أهاب
وأطربني لحن شكواي لما جفن العين طاب
فأبكتني حروفي حين نصْبها مال
وقلت للشفق ارحل
فعرس الذئاب اليوم محال
وزحمة الألوان فرصة لقوس قزح ليتعالى
فوق أحلامنا ..فوق أهوالنا ...
أما انا فكأسي فيضه خمرا ولو سال
وعشقي للمتاهة حلم لما التحقق استهان
وقبري على صدر وردة ...
ولو في القلب غدة...
وحدكِ تلال الغضب أغنيتي
وشفق الأصيل عريس ينتظر
لكِ أشكو لوعتي فداويني بالكرب
فقلبي الآن ينبض طرب
وأمهلي النار ومضا فجسدي للحريق حطب
أمهلي الريح عرضا فجناح طيري لي طلب
انت بغضبك تدرين علو الجبال
فلا تسخري من قامتي ..
لربما أهديك فتيلا حارقا
او أمطرك دمعا باسما
فيخضر خصرك البهيج للمنى
ويكسو شجرة..
وتكسو الشجرة أغصانها وتلد ثمرة
ثمرة نأكلها ...ثمرة نغرسها...
ونجنيها ثم نأكلها ثم نغرسها...
ثم نموت بقربها
أو نموت لأجلها...
رعري عبداللطيف
فيض الكأس
Like ·

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق