الأحد، 21 ديسمبر 2014

مؤسسة فنون الثقافية / قصيدة / دأبي في الحمق / عبد اللطيف رعرعي /





دأبي في الحمق
عري..تيه.. ودلال ..وإصرار
أتحايل على دهشتي بمنظار الشوق
وأسوى وتر أشجاني على نغم الهوى
متمليا بعشق العهود أتسلى
ولي في تجلياتي قاموس للزهد وعشق للورى
أفترش كساتي من ورق التوت
وأسال شجر الزيت لحافي
منطويا على حيّلي الشيطانية
ولغزي يحرسني من ويلات الأنين
انا إمبراطور المجانين في خلوة الأطيار
أحكم وحدتي بين قبضتي ورائحة الموت
أتعجل الهروب من نظرة العار
وأقبّل أفكاري حين أفهمها وتسليني
وأستحم بابتسامة الهلع الطفيف
من أخمص القدمين الى آخر شكواي
سكوتي قصيدة واقفة تتلوها الثوار
عرائي آية لدوي الاعتبار في آساهم
وتتلمسني رعشة هياكل الأحبار خلسة
فتزداد ثمالتي شوقا للمزيد
كي تصفح عني حرقتي فأكوي بسمرة
الالوان مذلتي
مزقت ضباب روضتي بمخالب طلعتي
وأمطرت دمعتين...
واحدة للهيب ناري حتى تبرد من وجعي
وأخرى لبعد القمر لمّا ابتسم بفاه دوار
كلما زارني تحيّري أرشق البيداء بلعابي
وأداوي لهفتي للسهاد بمضغ علكتي بأضراسي.
عكس التيار أحمق كعادتي ...
في المكان خارج الزمن
وما أكثرني في رحلات الزمن
حين يمقتني المكان..
وما أتعسني في غربتي أعصر
حليب الامهات بين أصابعي...
الصحراء هوسي حين أجفل من تعنتي
والصحراء ضامّتي حين تغمرني رهبتي
الصحراء ملهمتي لما تتسكع أحلامي
خارج مدار لغتي ...
اليوم أيقنتني السماء أن لون جسدي
هبة من الصحراء
وصفاء بهيميتي ركن من أركان الخلود
وتدرجي بين الأفلاك وتمردي
مسلك لتدللي المبهم
فحين أطأطأ رأسي لسراب وحدتي
أكون في حضرة خالقي عريسا
فتلهمني الطيور بميلاد قصيدة عانس
ولربما تطهرني من خبث ألأسمال
وكم مرة دققت النظر للسماء متوسلا
انتحار الشهور في يومياتها
لعلمي أن النجوم تهيئ موتي في مزبلة
فأصاب بالكرب نصف ليلة .
هي شجرة الحمق أزهرت بين كفي اليسرى
ورشح ريقها بين أصابعي فسقيت وردة..
كبرت الوردة في زحمتي...
ولما عانقتها يد الغدر متسكعة في العراء
داستها أقدام حافية بملل
فأقسمت أن أسكن حمقي للأبد
وأقف على قدم واحدة أحرس قبرها
وأقرأ آياتي كما رحل النهار ..

رعري عبد اللطيف
صحراء الجنون

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق