الاثنين، 22 ديسمبر 2014

مؤسسة فنون الثقافية / مقال / بيتهوفن وإرادة لا تلين / لميس العفيف / سوريا






بيتهوفن ونظره على هذا الموسيقار الذي تحدى عاهته وانتصر بالإراده
1
ولد لودفج فان بيتهوفن في مدينة بون الألمانية عام 1770. كان والده موسيقارًا كبيرًا، مما ساهم في صقل عبقرية بيتهوفن الموسيقية، حيث قام والده بتعليمه الموسيقى بعد أن رأى فيه موهبته وقرر أن يـُهدي العالم “موتزارت” آخر، إلا أنه كان معلمًا قاسيًا حيث كان يجبره على التدريب والوقوف أمام أصابع البيانو وهو في نوبة من البكاء.
أضف على هذا أن والده كان مدمنًا للخمر أيضًا مما يجعله معلمًا غير مثالي بالرغم من كونه معلمه الأول. أما والدته التي كانت –على حد تعبير بيتهوفن- أفضل صديق له، فقد ماتت وهو في سن السابعة عشر تاركة له مسئولية العائلة.
قدّم بيتهوفن أول حفلاته الموسيقية المعروفة في الثامنة من عمره وذلك في مدينة “كولونيا” كما قام بنشر أولى أعماله وهو في الثانية عشر من عمره عام 1783.
حياته في فيينا
2
بعد أن بدأت عبقرية بيتهوفن تظهر للجميع، قرر الأمير “ماكسيمليان فرانز” ارسال بيتهوفن الى فيينا التي كانت تعد عاصمة الموسيقى في ذلك الوقت من أجل إكمال تعلم الموسيقى وذلك عام 1789.
تتلمذ في فيينا على يد “هايدن” الا أن العديد من الخلافات وقعت بينه وبين معلمه، فبدأ يتنقل بين معلمين آخرين مما ساهم في صقل شخصية بيتهوفن الفنية والموسيقية.
بدأ بيتهوفن في نشر سطوته الموسيقية التي أثارت دهشة فيينا، حيث نظم حفلة موسيقية عامة في فيينا عام 1797، ثم بعدها نظم سيمفونيته الأولى بجانب بعض المؤلفات عام 1800..
ثم أتبع ذلك بجولة موسيقية في العديد من المدن ليكتسب حينها شعبية جماهيرية جعلت الجميع يعجبون بعبقرية هذا الشاب بما فيهم الطبقات الأرستقراطية التي قامت بدعمه.
بالرغم من دعم الطبقات الأرستقراطية لبيتهوفن الا أنه عاش فقيرًا ومات فقيرًا، لكن ميراثه الحقيقي كان أعماله الفنية التي خُلقت من أجل أن تخلد ذكراه.
العـود العـربي الأصيـل .. موسيقى تأخذك الى عالم المشاعر الراقية
إصابته بالصمم
3.jpg
بدأ بيتهوفن يُصاب بصمم بسيط عام 1802، فبدأ حينها في الانسحاب من الأوساط الفنية، ومع ازدياد حالته بدأ يتجه للوحدة. كان مصابًا باليأس لدرجة كادت أن تصل به الى الانتحار حيث قال مرة “يا لشدة ألمي عندما يسمع أحد بجانبي صوت ناي لا أستطيع أنا سماعه، أو يسمع آخر غناء أحد الرعاة بينما أنا لا أسمع شيئاً، كل هذا كاد يدفعني إلى اليأس، وكدت أضع حداً لحياتي اليائسة، إلا أن الفن وحده هو الذي منعني من ذلك”
بالرغم من اصابة بيتهوفن بالصمم، إلا أن هذا لم يجعله يتوقف عن ممارسة موهبته العبقرية، فقام بتأليف أكثر مؤلفاته شعبية وهي السيمفونية الخامسة والتاسعة. كذلك أضاف العديد من التغييرات وقدم الكثير من الإنتاج الفني التي جعلته بالفعل يعتبر عازفًا من أجل أجيال المستقبل، فقد ترك بيتهوفن ميراثًا فنيًا ما زال خالدًا حتى اليوم، حيث تعتبر سيمفونياته أهم ما أنتجته الموسيقى الكلاسيكية.
والرائع أنه هو ابن الإراده الصلبه والعمل والمثابره والتي لا تعرف المستحيل فلنتعلم منه ويكون مثلنا الأعلى
بيتهوفن بالفعل كان عبقريًا حقيقيًا والدليل على ذلك أنه يعد واحدًا من أعلام الموسيقى الخالدين،

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق