السبت، 20 ديسمبر 2014

مؤسسة فنون الثقافية / يامالكة القلب / قصيدة / عبد اللطيف الرعرعي /






يامالكة الروح...
يا ساكنة القلب...
زيديني زعلا واسكنيني جلبابا
أقصر من قامتي...
ففورة عشقي بها غرور...
وهددي صفوتي بالامتناع
لتؤججي ناري المخمدة بالرضى والقبول
فانا اليوم عكس التيار
احترفي الكبرياء ودوسي نهمي
بحذاء إسمنتي
فربما ضالتي في ثرابي
واخمشي بؤبؤ العين الزائغة
حتى لا أرى سوى قربك
وأرضى بقدري ولو على مضض
خذي محتوياتي برمتها
واتركي قلمي ينقش حروفك على الأشجار
كما كنت أفعل طفلا
زيديني حقارة بالنظر
لألبي لك غليان اللحظة
ابتسمي لخيال دمى الأطفال
واحرقي خيالي بالأدبار...
اسأليني رأيي وتمسكي برأيك
فغروري على بوابة الاحتضار
خذي مني حزامي وربطة عنقي
فإني أرى المشنقة في عنقي
هدهديني حتى تحمرّ عيناي
واتركيني أموت بسلام بين يديك
ابتسمي للقمر ليحرك غيرتي المبرودة
وردي علي السلام
واخسفيني أمام صولتي
لأعيد لك شهوة الانتقام
زيديني زعلا...
واخمريني بلعاب الصباح
لأداوي قرحتي من مغص الإسهاب
وانتظري سقوطي عند كل باب
أحقر من كلب الجيران
وأرذل من مصيبتي..
خذيني على هواك حتى يزداد يقيني
ثم دحرجي شتات ألفتي بالصياح
واغلقي شباك النوافذ
فصعقة صداك تسكنني بالدوار
لأستقر على حالك
احرقي رسائلي بالنار ..
وأمريني بلحس رمادها
متمرغا على جسدي عبدا خاضعا
لا تنطقه خدلة
واجعلي خاتم الربط بيننا سلكا
كهربائيا في أصبعي حتى
أرقص لك لحن الجنون...
وانشري خبري للعموم
وقولي مسكين بعْلِى عكس التيار
يداوي سرطان القصيدة
برمد العيون
بحرق ألجفون
زيديني خبثا حتى تعافني أهدابي
وتتنصل مني خلايا النسيان
وأذكرك كلما هوت بي شمس الأصيل
الى جنوني
كلما آخر نبض عروقي حضر
خذي عني حيّل الانتقام
أربعين يوما وليلة
وزجي بي عمق المتاهة
أعد جرائمي علني أفلت من صفح القمر
حين قدري يمدني للموت
وأهلي في الجنون عادوني
قولي لهم جواهري تبعها الصدأ
ولباسي الحريري أخذته عني اميرة الحمق
لتزين ليلتها فألا بالإنجاب
قولي لهم انحصر ميثاقي الغليظ في سترة نوافذي
وصيامي اليوم طويل حتى أنجو من آثار حمقه
فعلى حافة اغترابي سأنتظرك
واحرق منابري لأفترش الأرض وياك
ونموت معا في كف طائر ضرير
حتى لا يعيدنا لوكرنا الحزين.

عبداللطيف رعري
عكس التيار



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق