الأربعاء، 24 ديسمبر 2014

مؤسسة فنون الثقافية / مقال / يحيى محمد سمونه / نظرية النطق / سوريا





الورقة السادسة و الستون من كتابي << نظرية النطق >>
[ المنبر الديني و تداعياته ]
~~~~~~~~~~~~~~~~~
من خلال فكرك تنطق أمرك و تسطر أفعالك أيها الإنسان.
فأنت تختزن أمثلتك المكتسبة من عالمك الذي تعيش فيه، ثم إذا ذهبت تفعل فعلك فليس أمامك من مرجع سوى المثال الذي سبق لك أن اختزنته في ذاكرتك
~~~~~~~~~~~~~~~~
ولكن....؟
هل يكتسب الإنسان العاقل امثلته دون أي تأثير خارجي؟
قلت: يتأثر فكر المرء إلى حد بعيد بالمؤثرات الخارجية إلى درجة أن المرء ينساق إلى مهلكته وذلك من طريق فكره الذي تهيمن عليه الإيحاءات الموجهة
~~~~~~~~~~~~~~~
الذين يعملون على توجيه الطاقات البشرية الوجهة التي يريدون، درسوا هذه الخاصية في الفكر البشري و منها انطلقوا
للعمل على توظيفه بما يحلو لهم و بما يحقق لهم الغرض المنشود و امانيهم في التحكم بقدرات ومقدرات الجنس البشري
~~~~~~~~~~~~~~~~
الذين يتحكمون بقدرات الجنس البشري كي يوظفوها في صالحهم و من أجل أعراضهم لم يتوجهوا الى كل فرد بإسمه من أفراد هذا الجنس ، بل وضعوا ثقلهم في أئمة المنابر الأربعة التي ذكرتها لكم سابقاً
وطبعاً فإنهم توجهوا من بين أئمة المنابر تلك إلى من بز منهم على من سواه بإعتبار نشاطه وحيويته وظهوره و قدرته على التأثير في الناس
~~~~~~~~~~~~~~~~~
أيها الأحباب: سواء عليهم أولئك الفطاحل من أئمة المنابر شعر الواحد منهم بحقيقة الأمر من أنه ألعوبة بين يدي أولئك الذين يتحكمون بمصائر الشعوب أو لم يشعر بذلك فإن الأمر حقيقة واقعة لا مفر منها إلا من عصمه الله
~~~~~~~~~~~~~~~~
لقد سمعت بمفكر مسلم كان له حضور فاعل على صعيد مناظراته مع رجال الدين المسيحي و كان دائما يتفوق عليهم بحجج دامغة
وقد اشتهر هذا المفكر شهرة واسعة و كان وراء شهرته تلك - دون أن يشعر هو بذلك - أولئك الذين يتحكمون بمصائر الشعوب و يمكرون بها و ذلك بغية أن
يستمر الصراع بكافة صوره و أشكاله بين مسلم و مسيحي
أو بين مسلم سني و شيعي
أو بين صوفي و سلفي، أو بين
و بين و بين و بين، ثم تجد أولئك الخبثاء و قد خرجوا من بين الفرق المتصارعة بأمن وسلام ما كان ليتحقق لهم من وراء معارك حقيقية يدخلونها
~~~~~~~~~~~~~~~~
و كتب: يحيى محمد سمونة
حلب.سوريا


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق