الأحد، 22 فبراير 2015

مؤسسة فنون الثقافية / قصيدة / شكوى حمام / عصام كمال /





قصيدة (( شكوى الحمام )) شعر عصام كمال على البحر المتقارب
.......................................................................................
مرُوجُ الرُّبا ، يَا ملَاذَ الأمَاني ــــــــــــــــ لِطَيرٍ ، وَ أيكٍ ، وَ دَربِ السَّلامِ
غَشاكِ الجَفا ، أم دَهَاكِ الْأعادِي ــــــــــ تَهَاوتْ غُصُونُكِ فَوقَ الحَمَامِ
فصَارَ غريبًا ، شريدًا ، يعَاني ــــــــــــــــ وَ في كُلِّ أرضٍ بُلقَيا الحِمَامِ
يَنامُ ويَصحُو بقَيظِ البَرَارِي ــــــــــــــــــــ وَ يلقَى نَهَارَ الدُّنا ، كَالظَّلَامِ
وَ رَغمَ فَضَاءٍ ، فَسيحٍ ، وَحُلمٍ ـــــــــــ يَراهُ بِقيدٍ ، وَ سِجنٍ ، وَ رَامِي
يَطيرُ ، يُحلِّقُ صَوبَ التَّمنِّي ـــــــــــــــــــــــ يعُودُ لِيأسٍ ، ومَوتٍ زُؤَامِ
وَ يحبُولِغَوثٍ فَلَا منْ مُجيبٍ ـــــــــــــــــــــــكَأنَّ الوُجودَ خَلَا مِنْ أَنَامِ
نُجومُ اللَّيالي يَرَاها تُجَافي ــــــــــــــــــ سَمَاءً ، وَ بَدرًا بِظلِّ الجَهَامِ
وُجُومٌ ، حَنينٌ ، وَ هَمسُ الحيَارَى ـــ وَ ذكرَى بِصَفو ِالمنُى ، وَ الهُيَامِ
بِأيكٍ ، وَدَوحٍ ، وزَهرِ الرَّوابي ـــــــــــــــــــ لقَاءِ الطُّيورِ ، وَحُلوِ الوئَامِ
وَلِيفٌ بوَعدٍ رَمَاهُ انتظارٌ ــــــــــــــــــ فيَهوِي بِقَسرٍ ، وَ بينَ اضطرَامِ
وَ يمضِي على صَرخةٍ وَ احتضَارٍ ـــــــــ وَ يأسُو جرُوحًا بِحرِّ السِّهَامِ
وأزرَى عليهِ الزَّمانُ بِأسرٍ ـــــــــــــــ وضَاعتْ دُروبُ اللُّقى ، وَالمَرَامِ
لَهيبُ الفراقِ بِقلبٍ ، وفكرٍ ـــــــــــــ وشَوقٍ يَسُوقُ الْأسَى باحتِدَامِ
فقَد غَابَ عنهُ صفَاءُ الخَوَالي ــــــــــ ــ وَ دَربُ الوُعُودِ ، وَ أَمْنُ الأَجَامِ
وَ ما عادَ قربٌ بأيكٍ ودَوحٍ ــــــــــــــــــــــــ وَكلُّ الدُّوربِ بِسَترِ الغَمَامِ
فقَد كَانَ دومًا يحلِّقُ شدوًا ــــــــــــــــــ وَ مَا راحَ يَومًا شَكا مِنْ كِلَامِ
وَما كانَ خوفٌ بهِ أوجفاءٌ ــــــــــــــــــــــ وَ عاشَ يغنِّي بِعذبِ الكَلَام
وَ كانَ كجندِ الحِمى في سَماءٍ ــــــــــــــ وَ برٍّ ، وبحرٍ ، وَ قلبٍ هُمَامِ
تَكَالبَ شرٌّ عليهِ ، وغدرٌ ــــــــــــــــــ فغابَتْ زهورُ المُنى ، وَالوئَامِ
وَصارَ كَرسمٍ ، وَطيفٍ ، وَوهمٍ ـــــــــــــ ـــ طَعامَ الذِّئَابِ ، غِذاءَ الهَوَامِ
وَ يخشَى علَى كُلِّ طيرٍ بسفحٍ ـــــــ ـــ وَ وَكْرٍ ، وَ زهرِ الرُّبا مِن ضِرَام
فَقَلبُ الورَى صارَ جحدًا ، وحقدًا ـــــــــ وَكلٌ بلُقيَا الجَفَا ، والْحِدَامِ
وَكلُّ النّواحِي شقَاها احترَاقٌ ـــــــــــــــ نُفوسٌ جفَاها الرِّجَا مِنْ سَقَامِ
سُؤالٌ يطوفُ الرُّبا شابَ وجدًا ـــــــــــــ متى أيكةٌ تحتَمي مِنْ عُقامِ؟
فمَا زالَ غَدرٌ ، وظُلمٌ ، وَ جُورٌ ــــــــــــــــــــ ـــ حَمَامٌ يَئِنُّ صَليلَ انتقَامِ
متَى يا هُدَى الأمسِ يزهُو بِرجعٍ ــــــــــــــ ـ يَنامُ هَنيئًا ، بِغيرِ اتِّهَامِ
فقد شَاقهُ الوَعدُ ، يغدُو سرابًا ـــــــــــــ ـ ودَربُ الوفَا في حِدادِ الظَّلَامِ
وَ طَالَ انتطارٌ ، وَ هَاجَ اشتياقٌ ــــــــــــــــ ـ ليومِ اللِّقاءِ ، وَسَعْدِ المُقامِ
تُرَى هلْ هَوَى السِّربُ ، أمْ غَابَ قسرًا ؟ ـــ دَهَاهُ الأَسَى أمْ بأسر وظَامِي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق