السبت، 21 فبراير 2015

مؤسسة فنون الثقافية / خواطر / نحن سياميان لكني راحلة / لميس العفيف / سوريا




خواطر
بقلمي لميس العفيف
نحن سياميان ........... لكني راحله
أتسلق ضفيرة الأمل , يلبسني معطف واقي من الرحيل أحياناَ , و أحياناً ينبت جناحان أسابق بهما الزمن أريد أن أعود وأسبق أرمسترونغ و أطأ بقدمي مكان أول هبوط له , ........
لكن عندما أسير في دمشق القديمة , وبين أزقتها الغافية على أكتاف الزمن , وتحضني نسائم الياسمين , وتزخرف عيناي بيوتات الشام العريقة , وتعانق روحي أشجار النانرج المثقلة , بالحب والجمال , أودعها وأدخل سوق القيمرية الشهير المطرز بالمحلات التي تحكي قصة الفن والجمال حيث هي كرنفالات للرسم والفن والتطريز , ومنها أعرج على قهوة النافورة فتتنفسني بروائحها الجميلة , حيث كثيراً مايكون زوارها من أهل الفن والموسيفى والتمثيل , أه هذا هو الجامع الأموي يمد يده ويشدني لأصالته وتاريخه أسلم عليه وأتركه لأعانق أسواق دمشق التي تخبر عن ماض وضعت فيها الشمس أبناءها هنا و أخذتهم تمتعهم بالتجوال في سوق الحميدية وتطعمهم من بوظة بكداش الشهيرة , وتشتري دواليب الهواء الورقية الملونة وتشرب معهم التمر الهندي المثلج , و لحظات
لثمتني ريح التوابل عندما مررت من سوق البزورية , الرائع حيث الشموع الطويلة والبهارات والحلوى والعطور إنه معرض لكل ماهو ممتع , وفي أخره , تعانق السوق مع توأمه سوق حفر جذوره في سنديان التاريخ إنه سوق الطويل ومدحت باشا ............الله هو مهرجان للعراقة الدمشقية بكل معنى الكلمة , فكل ما تشتهيه تجده به , أه .............. تصرخ الروح وتقول أنبتي وتجذري في شرايين دمشق ........وتارة لما تقصلني ذكرى الأطفال التي تلتحف الريح وعيونهم حقول من الألم وشموع أصابعهم ذابت من البرد , والجوع ينهش خدود النساء في شوارع اللجوء , و سكاكين الرصاص تمزق لحم الغفلة الحالمة , و شرايين الكهرباء لادماء فيها أرتشفتها آكلة لحوم البشر , و غربان تسرق وتنهب , وطوابير المحنة تعبأ أوكسجين الروح , وتسرق آخر قبلة حياة لدينا .............. أتعلق بمنقار الطير المهاجر عبر المحيط , وتبقي في مسامي .........ياشام , فنحن سياميان لكنني راحله .......... راحله
بقلمي لميس العفيف
Like ·

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق