السبت، 7 فبراير 2015

مؤسسة فنون الثقافية / مقال / فنان تشكيلي سهيل بدور / لميس العفيف / سوريا




فنان تشكيلي سهيل بدور يدور في العالم وينشر إبداعه مفتخرا بأنه عربي سوري
اشتغل الفنان السوري العالمي سهيل بدور المولود عام 1957 على خلطة سحرية تجمع بين المرأة والموسيقا في شكل من أشكال الانتظار المستمر والمدمن ليختصر كل نساء العالم في أمه التي كانت أهم لوحة رسمها في حياته، فبقي طفلا مشاغبا بحجم كبير يخرج حزنه الدفين على شكل فرح يسكن لوحاته ويتجلى بالألوان البكر الصافية التي حملتها ذاكرته من قريته التي انطلق منها حاملا الفن السوري نحو العالمية.
قدم له تجواله المستمر في معظم دول وقارات العالم قدراً من الجرأة والحرية والثقافة الفنية والتثاقف مع التجارب العالمية ومع كل موجودات الغربة ومفرداتها إلا أن لوحاته بقيت تشبهه في لمسات من “جنون عبقري” وعفوية طفولية إلى أن صدمته الأزمة التي تعيشها بلاده فسجل ماتمر به من لغط إنساني في جداريات تحمل قلقه وحزنه.. وخلال تواجده في سورية
قال الفنان :
جزء من رسالتي هو حضوري كفنان سوري بالتأكيد لكن مشروعي الفني شيء آخر مختلف أقدم فيه قلقي وحزني وفرحي.. وفي الحضور العام كنت أحرص على أن أكون فنانا سوريا بامتياز وكوني سورياً فهذا كان يحملني مسؤولية وأعباء ويعرضني لمناكفات وصعوبات وخاصة بعد الأزمة إذ تعرضت لمواقف كان فيها من يساومني وفي إحدى الدول العربية وأثناء تكريمي من بين مئة فنان عربي وعالمي امتنعوا عن رفع العلم السوري ولكن بعد إصراري على أنه علم وطني وبعد تهديدي بالانسحاب تم التجاوب وشعرت بالرضا لأنني دافعت عن سوريتي.
يقول الرسام :
أ نا اشتغل على الانتظار .. على امرأة وموسيقا .. المرأة هي المساحة الرحبة للحب والسكينة والود والرحمة والخصب والنماء والعطاء وأنطلق في كل هذه المواضيع من أمي فالمرأة بالنسبة لي هي الأم بغض النظر عن التوصيفات الأخرى للمرأة التي أعتبرها منصة انطلاق للحياة .. أما الموسيقا فأردت المقاربة بينها وبين المرأة حتى أن الآلات الموسيقية فيها شيء أنثوي ودود ومن وجهة نظري فإن أي لحن على وجه الأرض هو أنثوي بامتياز لمافيه من دفء العاطفة والحميمية والود والروح وهذه الخلطة البسيطة من الموسيقا والمرأة هي شكل من أشكال الانتظار المستمر والمدمن
ثم يتابع :
وأعتقد أنه يوجد مكان للفن رغم الخراب بشرط أن نقدمه بحب فأنا لاأستطيع حمل السلاح ولكني استطيع أن أقدم فنا يحمل شيئا من الوعي وهذا يستدعي الرهان على ثقافة الفنان وقد يسأل سائل هل الوقت مناسب للوحة أقول نعم الوقت مناسب للوحة وللفرح ولكل المشاعر الانسانية الأخرى 0ومن مهام الفن التشكيلي تسجيل هذا اللغط الانساني الذي نشهده.. وطالما كان الفنان عبر التاريخ المسجل العبقري للأحداث.
وأخيرا قال : طموحي أن أبقى أعمل وانتج وأبقى حاضرا وأنصح الفنانين الشباب أن يعملوا بصدق ولا يلتفتوا إلى الوراء وأن يجتهدوا ويشتغلوا ..الفرصة التي لاتأتيني أذهب اليها كيف لا أعرف.. المهم أن لاأستكين ولا أستسلم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق