الأحد، 8 فبراير 2015

مؤسسة فنون الثقافية : قصة / حب محفور على جذوع السنديان / لميس العفيف / سوربا





 · 


بقلمي : لميس العفيف
حب محفور على جذوع السنديان
قصة :
كان ينتظرها على ناصية الأمل ، عند مفترق الرجاء , يريد أن يخبرها النجاح المظفر بشهادة الثانوية العامة ونسي نفسه أنه هو أيضاً ينتظر نتيجته , لكن عندما عرف بنجاحها هرول مسرعاً يبشرها , لأنها هي الأوكسجين الذي يتنفسه عرفها صغيرة تربيا معاً في حي واحد جيران يرسمان دروب المدرسة معاً , ويمران بالسواقي الجانبية للأزقة , يلاعبان الفراش ويبعثران أوراق الورد بأقدامهما الصغيرة كل يوم يوصلها المدرسة ويغلفها بأعينه من أنظار الناس العابثة بجسدها الغض الصغير , في المرحلة المتوسطة من الدراسة بدأت مطارق الألسنة السيئة تدق رؤوسهم الصغيرة بالكلام السيء أنهما كبرا ولم يعد يجوز له مرافقتها , لم يستمع وبقيا يترافقان ويملأن الدنيا بمرحهما وحبهما البريء الرائع
لمستها اللطيفه على كتفه أيقظته من حلمه الجميل.... أعطاها الورقة التي كتب عليها إسمها وعلامتها ومدرستها قفزت فرحه تشكره وأرادت أن تقطف الفرحة الأخرى بادرته وأنت ؟؟؟؟؟؟ قال : ( لا أزال لا أعرف نتيجتي عندما عرفت بنجاحك قدمت لأخبرك وهذا أهم عندي ) ارتفعت حمرة الخجل على خديها الورديين فزادا سطوعا كنور الشمس المشرقة تساءلت ألهذه الدرجة يحبني ........ اتقلبت روزنامه الأيام سجلت هي في كلية العلوم وخالد في كلية الهندسة , وبدأت سلحفاة الوفت تجر معها الألم والعذاب , حيث بدأ أولاد المصيبة ينقلون الشائعات حولهما, فكانت تتعرض للضرب والإهانة من والدها وتقع تحت مقصلة التهديد بإخراجها من الجامعه إذا بقيت تلاقيه , كل تلك الأمور لم يبعد العاشقان عن التلاقي حاولا الإنتحار كثيراً خاصه وأن أملهما مفقود بالزواج لأنهما من طائفتين مختلفتين , وأخيراَ قرر والد خالد إرسال إبنه إلى رومانيا لكي يكمل تعليمه ويبعد عن حبيبته , كان يكتب لها على أوراق الورد ويرسل حروفه العاشقة , مع الحمام الزاجل لكنها لم تكن ترد ولم يلق أي جواب لأن أسرتها منعت عنها رسائله , لكن بقيت تحبه وترفض كل من يتقدم لخطبتها , وهو رغم الفاتنات برومانيا لم يغره شيء وزاد حبه لزينب أكثر وأكثر وكانت هي كعصير العنب المعتق الذي يعشقه وقد أدمن عليه تدحرجت عجلة السنين وتخرجا .......هدد أهله أنه لن يعود لسوريه ولن يرتبط إذا لم يخطبوا له زينب
وعدوه الأهل أنهم سيدخلون العقلاء بالموضوع لحله , رجع لوطنه وأطواق الأمل باللقاء تزين مخيلته , سارع عندما , وصل الحي يقضم الطريق بأسنانه يريد أن يصل لبيته وينظر لنافذتها , وعندما وصل وفتح النافذه أبتلعته اللوعه كانت مخالب النباتات الضارة تفترس النافذة والغبار يأكل ماتبقى من خشبها وقد أكلها الأنين والهجران وفراش الوحل , ارتعدت فرائصه وخاف , تقلصت ملامحه وبدأ يفتش عن ذاته ترى أين أختفت ؟؟؟؟؟ عبير الروح .........بدأ يسأل عنها السنونو والعصافير , سأل عنها الياسمين المنثور في الدروب سأل الباعة.... الجيران ..... الأصحاب لاأحد يعرف أين اختفت سندريلا أحلامه , شعر كأن عنكبوتاً يلف حول عنقه ويريد أن يلدغه لكن نوراً سماوياً ألهمه بفكرة ليتعرف أين حبيبته
تذكر صديقة قديمة لزينب تسكن في نهاية الحي , من أول قبلة للصباح هرول مسرعاً دون أن يخبر أحد عما كان ينوي فعله ودماغه يعتصر لوعة والأفكار تغلي فوق مرجل من نار اختفي خلف سور المبنى ينتظر خروج تلك الصديقه المعقود عليها الأمل , وعندما أصبحت الشمس في كبد المحنه خرجت الصديقه من باب المبنى , بادرها الشاب العاشق وامسكها من رقبتها مهدداً إياها أن تخبره أين حبيبته راحت......... فإذا بها تفك أزرار الحقيقه كلها وتجرد الواقع كما هو أن والد زينب عندما عرف بقدومه أخذ أسرته وذهب لقرية بعيدة جبليه في الساحل السوري حتى يبعدها عنه ........ تركها وأعتذر خالد من فعلته وسارع مهرولاً يريد اللحاق بأقرب تكسي عمومي ليوصله لتلك القريه البعيده التي نسيها الزمن
بعد طول عناء وصل الشاب للجبل حيث تتربع القرية على قمته إعتذر السائق أنه لايستطيع أخذه إلى القريه ,لأنها عاليه والطرق ترابيه والسياره عجوز هرمه سحقها الزمن تركه الشاب غير مبالي بكلمات السائق ,وبدأ أول الأمر نشيطاً ,فأخذ يركض بالدروب الضيقة , يحبوه الأمل باللقاء المنتظر وقدغرق حتى آذانه ببحور الشوق والوله , ظل نشيطاً حتى منتصف الدرب هنا بدأ التعب والحر يقظ من هدوئه وسكينته لكنه وكفارس من العصور الوسطى قرر الانتصار في معركة القتال حتى الموت مع من ينافسه لأجل حبيبته الجميلة , وهاهو الفارس الهمام استمر بعزيمته الصلبة يصارع الملل والتعب يداعب الشجر ويدندن الألحان ويستريح ويقطف من كروم التين , و عيناه إلى هدفه كصقر طائر في السماء وعيناه على الفريسة ,لاتلين وأخيراً عندما استعدت الشمس للنوم ولبست ثوبها المزركش وصل خالد للقرية عند المساء ومن البعيد رأها تشع كحجر الكهرمان البرتقالي الأسطوري , رأى زينب فاشر لها بيده رأته ومن هول المفاجأة سقطت التفاحة من يدها وبدأت تومي له أن يبتعد إذا رأوه أهلها سيقتلوه فتركها بعد أن عرف مكان بيتها , وجلس قبالتها على هضبة مجاورة , وبقي على الهصبة ثلاث أيام يؤشر لها وتبادله الإشاره ويصحكان ويبتسمان , عرف أهله أنه عندها أصبح , فسارعوا وأرسلوا وساطه من العقلاء لخطبة الفتاة وتمت الموافقة من قبل أهلها بعد حب حتى العظم أستمر خمس وعشرين سنة تكلل بالنجاح
والأن هما لديهما ولد وبنت وحياتهما رائعه مليئه بالتضحيه والحب ويقول خالد إذا زوجتي حدث لها شيء لن أتزوج بعدها فحبها محفور على جذوع السنديان وإلى الأبد
قصة بقلمي لميس العفيف
من واقع الحياه


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق