نسيب السليمان
إلى روح جورج جرداق :
في خيوط الشجن كنت تخيط ثياب المعاني ، تبحث بـين النسمات عن صورة لصدى روحك الباذخة في الجمال ، أعطيت مفاتيح العطر لمحبرتك التي استغرقت يقظتها بعضاً من دهر راكم تلاله على مرمى حروفك ، درست أحوال الأرض فوجدت جهنم تلوح في أفق الإنسانية لذلك قررت أن تكرّم السماء بفتح جنة لم تعرفها من قبل ، لأنك كتبت برمشك النازف شوقاً ، قصيدة هذه ليلتي ، استراحت ليلتك على فراش الرحيل ، تسابق زوابع اللغة في المدى المجدي للنبوة الأدبـية ، كان صنين يخجل أن يذكر قمته قربك ، والليل المعتق في خمر قلمك كان يُسكر الورق المبني للمجهول ! يا ناثراً شغـفنا على غيم اللوعة الماطر ، ترى كم يلزمنا من زمن حتى نفرح في ند لك يطأ أحلامنا ويزرع بهجتـنا فيها ؟ وكم سنـتسول الفراغ ليمنحنا عراقة قلمك ؟ فدعسات رهافـتك على صخور الذاكرة لن تمحى إلا إذا استضافة الأرض قوس قزح يهرهر ألوانه على قارعة الفكر !!! كن قريراً في مخدع الأبد ونحن سنترك لك حرية نشر الجمال في عالمك العلوي ولن نـنساك
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق