الأربعاء، 26 نوفمبر 2014

مؤسسة فنون الثقافية / نص / إلى روح صباح الخالدة / نسيب السليمان / سوريا







إلى روح صباح الخالدة :
تلبسوا في رغبة جمالك الجسدي ، ومنحوا صوتك وساماً ذهبياً رغماً عن الجميع ، وتكلفوا في استماع نغمات روحك حتى النهاية ! وعندما أضأتِ سبل فقه الحريه التي كانت أروع ما تحمليه كان الظلام يحاصرهم على مقاس شهواتهم فقط ! منحتِ الفن تاريخاً تكرم فيه ، وكنتِ أكثر روعة من مرآة صقيلة تعكس وطناً للنغم !!!
أعذرينا يا شحرورة فنحن لا نعرف كيف نعتز برموزنا ، لذلك كنتِ بغربة في أواخر عمرك ، فربما هناك من سيفكر يوماً بأن يخلدك في تمثال لكن من أرهقوا كبره لايريد تمثالاً بعد موته ! أمة تعرت من الضوء الرحيم وستلبس وشاح الندم ما تبقى لها من حياة ، بك عرفنا كيف يكون الصوت سماءً فيها المدى أوسع من رؤية النظر ، وبك عرفت العروبة كيف تؤرخ هزائمها بين حسرتين ، .... لا تعتبي فالبدائل في السماء أكثر صدقاً ، وهناك جورج جرداق وسع لك مكاناً في حضن برزخ الجمال وعرف قبلك عند رحيله أن الأرض تأكل من كانت تطعمه والسماء تفخر بمن عاد إليها ..... لتنعم روحك بالسلام الدائم وتقبلي عذرنا 
.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق