الخميس، 27 نوفمبر 2014

مؤسسة فنون الثقافية / قراءة في قصيدة ( بوابات الاهمال ) للشاعرة زينب الجبوري / الشاعر علي الزبيدي / العراق






عدد القراءات للنص المفتوح
وهموم النص التقريري
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قراءه في قصيدة(بوابات الاهمال) للشاعره زينب الجبــــــــــــــوري
.....................................
كثرة القراءه لما ينشر من على شبكات التواصل الاجتماعي. وخاصه ذات الاهتمام بأدب الشباب الواعد ..نجد السمه الاساسيه للبعض الضياع بين ( التقريريه والنص المفتوح للقصيده النثريه) وعدم الالتزام بالاراء المعتمده لدى شعراء القصيده النثريه ورموزها المعروفه للمدرستين(الحداثه وما بعد الحداثه)او الرعيل الاول الذي عقب (بودلير)كونه المؤسس لها.لا اقول قوانينها وثوابتها بل ارائها..انطلاقاً بما اقره المعلم الاول لهذا الفن(بودلير)فهو حارب التقنين وبشده حيث تقول (سوزان بير نار)في كتابها (قصيدة النثر من بودلير الى أيامنا) ما يلي..((ولدت قصيدة النثرمن تمرد على الاستعبادات الشكليه التي تحول دون أن يخلق الشاعر لنفسه لغه فرديه)) ثم تقول بعد ذلك وبنفس الصفحه من كتابها (بيد ان قصيدة النثر قد انكرت على نحو تام قوانين علم العروض ورفضت بأصرار ان تنقاد (للتقنين) كما توضح الصعوبه التي يواجهها المرء في تحديد هويتها ومعالمها . حتى اقر بودلير تهثيم الجمله وضغطها لآيجاد صغيه ادبية تصويريه حره جديده تكون ثوره على كل الموروث الشعري...ومهما جاهد بودلير وغيره لا يستطيعون التخلص فيقعون في الموروث لاشعورياً
شائوا ام أبو كون المنتج ابن وسطه..لا يسمح المجال للاطاله والاسترسال بكل ما نريد ان نكتب عن القصيده النثريه والمدارس التي عقبتها ...عندها تلازم بعض الشعراء الواعدين الانوية ان لم يتمكن من ادارة المفردة وحسن اختيارها .. ليقع بدون علمة في النص التقريري .. وعلى سبيل المثال (الأنا) التقريرية القاتلة للنص ان لم يحسن ما يقول بعدها .. سيسقط بحالة التوكيد التقريري لأجابة جواب (الأنا) وهو ماذا تريد الانا فيعطي المواصفات لما تريد اصبح عندها النص ( توكيد التقرير ) عندها يكون هذا الاشباع في التقرير محدد وقاتل للنص .. تبقى حالة واحدة للنص التقريري كيف يخرج من هذا الحصار . فيستخدم المتمكن من اللغة قيادة المفردة الى الامباشراتيه شافعاً بها احتياج كلي ومتكئ على العام لا الخاص به . فيصبح جواب القرير حاجة اوسع لا تخصصية ولكن ليس بالعموم المطلق . عندها يوفق بعض الشيء بحسابات المتلقي عند عدم التركيز على (الانا) كما فعلت الشاعرة المبدعة زينب الجبوري بقصيدتها التي بين ايدينا (بوابة الاهمال) متجاوزة المطب التقريري بذكاء واضح جداً تحمد عليه فتقول :-
ازحف رويدا رويدا
داخل اوطان اﻻمل
للامل اوطان في قلوب وضمائر متعددة لم تحصر الوطن في شخص واحد. او مكون واحد بل الوطن كل مكان هو في كل القلوب . لكنها اشارة ان بواباته مهملة عند البعض او الكثير . اختيارها لكلمة (مهملة) اختيار ذكي ينم عن التمكن من الصورة والمعنى لو قالت (مغلقة ) لقتلت الصورة والجملة الشعرية و معناها ... فتشير ان بوابات الشخصنة والانتمائات لغير الوطن للاسف مفتوحة سنرى كيف تصور ذلك :-
فمازال ذلك العجوز الهرم
يأخذ قيلولة
يهاجر ثم يعود
يشكل حزبا فرديا
ﻻتتذمر ...
ﻻتشمئز ....
ﻻتعلن حربا ...
هنا رمزت الى العقلية القديمة التي تؤسس للانقياد للشخصنة القوية التي تختزل كل العقول و الوطن بامرها (لا تفكر انا افكر مكانك) ذلك الرجل العجوز الهرم مهما عمل لا تتذمر . اذن الرجل العجوز هو الرمز للفكر القديم فتصرح بضربة سريعة تقريرية وامضة (فليس للوطن عنوان الا انت) .. استثناء وتوكيد . انت هو الوطن لا عنوان غيرك
(ساتسلل لي ...
لا بعيداً عن الشيخوخة ...
عبرة بوابات الاهمال...)
تقرير ثاني بانها آمنت بما تحمل من فكر ولكنها لا تنسى الموروث القديم (الشيخوخة ) والامها لتحملها في قلبها عبر بوابات الزمن . عبر المهمل الى الوطن ... الكامن في ذاتها فقالت ليس الوطن بعيد فهو في داخلي فكراً وحباً نابضاً (ساتسلل لي ) كونة في داخلي ..
التقرير الثالث (لاعيش يوماً واحداً معك ) انت المتمثل بالكل عندها ( لتتوقف عقارب الساعه هنا ) اني اموت فيك حباً وليتوقف الزمن . و (بقانوني انا) هنا الجديد الذي حملته مع المجموع اشاره لما امنتُ به ولن اعود للموروث الذي يلغي المجموع ليصهره في الشخصنة عندها احرقت زينب الجبوري مراكب العودة منطلقة نحو فضاء الحرية . مستقبله الشمس بذراعيها . راكلة الظلام لتستشرق فجراً جديد .... عذراً لكل من اتعبة منشوري لم ارغب في الاطاله مع العلم ان الموضوع لم افيه حقة ويحتاج الى سفرٍ طويل ..
بقلمي - علي حمادي الزبيدي
20\9\2014
...............................................................................................................................
زينب الجبوري...................................................................................................................
بوابات اﻻهمال
ازحف رويدا رويدا
داخل اوطان اﻻمل
فمازال ذلك العجوز الهرم
يأخذ قيلولة
يهاجر ثم يعود
يشكل حزبا فرديا
ﻻتتذمر ...
ﻻتشمئز ....
ﻻتعلن حربا ...
فليس للوطن عنوان
اﻻ أنت
لم احظى بنعمة النسيان
واثقال اﻻمس لم تغادرني
سأتسلل ليﻻ
بعيدا عن الشيخوخة
عبر بوابات اﻻهمال
ﻷترك احزان الزمان ورائي
سأغلق نافذة المستقبل
ﻷعيش يوم واحد معك
لتتوقف عقارب الساعة هنا
بقانوني انا
تحرق المراكب
ﻷرسو في مرفأي القديم
مللت اﻻعتقال
سحقا لذلك السجان
ليختر قاربا آخر
ويبحر لقلعته
فلم تقودني بوصلتي
اﻻ أليك
سأذيب جبل الجليد
واصل سباحة
رغم بعد المسافات
فأشواقي تنازعني
تهرب اليك .....

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق