الجمعة، 21 نوفمبر 2014

مؤسسة فنون الثقافية / نظرية النطق / نص / يحيى محمد سمونه /






إليكم أيها السيدات والسادة النص التالي أبين لكم من خلاله المراد من قولي في منشوري بالأمس بأن مدار العملية التفكيرية سؤال، مفاده: كيف العمل؟
النص:
جاءني صديقي و على وجهه علامات يأس، قال: كيف العمل؟
قلت: فيم؟ قال: أعاني من أزمات كثيرة و لا أجد لها حلاً...! قلت: على أية صعيد؟ قال: على كافة الصعد... قلت: دعنا نناقش تلك الأزمات واحدة تلو الأخرى
قال: لا مانع...
ثم مالبثنا نناقش تلك الأزمات بكثير من الروية و الوعي.انتهى
قلت: أيها السيدات والسادة
عند هذا النص المقتضب أقف معكم بضعة وقفات: 1- هذا النص بما فيه من حوار تجده مقصوراً على الإنسان فحسب - أي قد تخلفت سائر المخلوقات سوى الإنسان أن يكون بينها ثمة حوار. 2 - لو لم تتعدد الخيارات بين يدي الإنسان لما وجدته يسأل: كيف العمل؟ ذلك أنه سيعمل عندها بمقتضى الأمر التكويني (كن) و كفى. 3 - و هذا يعني - استدراكاً للوقفة الثانية - بضرورة وجود أكثر من خيار كشرط لا بدّ منه في أية عملية تفكيرية بحيث يفكر المرء بالذي سيختاره من الحلول المعروضة أمامه [و هل رأيتم مخلوقاً سوى الإنسان يختار من تلقائه ما يتوجب عليه فعله مثلاً؟ أو أنه يتسائل: كيف العمل؟] 4 - لا شك أن صديقي الذي جاء يسألني كان بمقدوره أن يفعل ما بدا له و هذا يعني أن كلمة ما بدا له هي في حد ذاتها عملية تفكيرية قرر من خلالها ما يتوجب عليه فعله.
أيها الأحباب: غداً سيسألني بعض القراء ممن همه الفضول سيقول و ما حاجتنا إلى مثل هذه الكتابات! ف برأيكم بماذا أجيب؟ و برأيكم هل تكون إجاباتكم من عقل أو من فكر أو من قلب؟! 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق