الأربعاء، 29 أكتوبر 2014

مؤسسة فنون الثقافية / زوجي ورحلة العمر الضائعة / قصة / رئيس التحرير لميس العفيف / سوريه




قصة لميس العفيف

مؤسسة فنون الثقافية :
صحيفة فنون الثقافية :
زوجي ..... ورحلة العمر الضائعه
........ كانت خطواتها تقرع طبول الحرب في دماغي المنهك , هاهي تقترب شيئاً فشيئاً من باب غرفتي الصغيرة الباردة , فتجهزت للمواجهة , دخلت بوجهها البارد الملامح , ماذا أتيتِ تفعلين ؟؟؟؟؟؟؟ !!!!! استغربت السؤال وجمد الدم في عروقي ...اعتلت أوصالي رعشة خفيفة من هول السؤال .. أردفت .... الكريات البيض 50000 ألف في الدم والسرطان قد ملأ جسده ....... وبات مستحيلاً زرع نقي عظام جديد لزوجك ........سقطت على الأرض وأنا في حالةٍ يرثى لها استدارت ..........وتمتمت غدا ً يأتي الطبيب الأخصائي ويعطيكم خطوات العلاج
انصرفت وأخذت معها أماني وأحلام عشت عليها ثلاث سنوات .....وأنا أتأمل اليوم الذي نعود فيه لحياتنا الطبيعية , لأيامنا الجميلة... سرقت عمري.. أخذت روحي وباقي من أشلاء قلبي , وتركتني شظايا مرآة قديمة مهملة , هزمتني في معركة غير متكافئة وتركتني جثة هامدة دون حراك ....... نظرت إلى الجسد الضعيف الهامدأمامي في السرير وقد بدأ الصباح ينشر النعوة ويخبر عن حطام إمرأه .....مكلومة ........ لملمت نفسي ........ووقفت أفكر وقد أنهكني التعب فبالأمس
كنا في دبي والرحلة الشاقة منها ........حتى وصلنا .......إلى مطار الأردن , ومن ثم إلى فندق في وسط عمان , ...........في منتصف الليل ..... تركت إبني في الفندق وأخذت زوجي بحالة إسعافية إلى مشفى العربي التخصصي لأمراض الدم السرطانية
.....وها أنا ....هنا وحيده أصارع أفكاري وما يجب فعله....تركت غرفة المشفى عند بزوغ أول شعاع للشمس وركضت نحو الشارع الفارغ من الناس إلا من أفكاري المتزاحمة المرة العالقة في سرير زوجي المريض ..... كنت وحيدة ممزقه تائه عندما وصلت الفندق جاءني هاتف من صديقة أردنية.....ساعدتني على إيجاد شقة صغيرةقريبة من المشفى .....اتصلت بأقاربي في سورية لنجدتي ومساعدتي فأتوا مسرعين يجرون أثواب الألم والحسرةوهم أخوات زوجي هبوا للوقوف معي في محنتي......... عند ما توسطت الشمس قلب المحنه ....... عدت إلى المشفى وكان زوجي قد أستيقظ من آلامه يرتشف كأس المواجع يغزو وجهه أطياف المرض وخضرة العينين أكلتها طفبلبات المرض ...... دقائق ..........وإذ الطبيب يخبرنا أن العلاج الكيماوي سيبدأ بعد غد ..... كان الخبر شبه صاعقة على زوجي ...... طلب بصوت ضعيف أن يرى ابنه .....عند المساء جاء تمام ليرى أبيه الذي مزقه وحش المرض بأنياب لا ترحم ابتسم زوجي له حضنه بيدين ضعيفتين وقد استعد للرحيل لملم ثيابه على عجل في حقيبة اللاعودة .... في اليوم الثالث لقدومنا الأردن .....بقيت طوال النهار بجانب زوجي أواسيه ..........وفد أجهضتني المأساة .....في المساء حامت خفافيش المرض حول رأس زوجي المنهك ودخل في غيبوبة ... تاركا خلفه حطام إمرأة ..... صرخت ناديته .....لكن ضاع صوتي في صدى مغارة جبليةٍ بعيدة ٍفي أعلى جبل بنهاية العالم .......ترى من يسمع صوت المفجوع عندما تتكالب عليه ذئاب الليل ......عندها طلب مني الطبيب مغادرة المشفى طلبت منه أن أبقى ساهرة الليل معه قال: لا لن تستطيعي عمل شيء ٍ له فهو لم يعد يشعر بك .... سار الطبيب مغادرا الغرفه ......... بعدها وكأن شيئا هزه فالتفت إلي وقال : لقد إتخذ زوجك القرار السليم ...... للحظات لم أفهم ماقصده الطبيب ...... من هول الصدمة ........ لكني فهمت أن الفارس ترجل عن صهوة حصانه......... في صبيحة اليوم الرابع .......فارقنا زوجي ذاك الهرم الذي ملأ الدنيا بأخباره وكان صحفياً بارعاً فذاً يشار له بالبنان أصبح في هذا الصباح خبراً نشرته وكالات الأنباء العالمية والمحلية تركنا وللأسف هي المره الوحيده التي يسافر وحيدا ً كان في كل سفراته يأخذنا معه حيث يذهب ......... حلقنا في مطارات العالم وشاهدنا بلدان عديده ألمانيا ....باريس .........لندن ...... قبرص ..... كندا ....... اليونان وغالبية الدول العربية لم نترك متحفاً ولا معرضًا ولا مهرجان لم نزوره سلاماً لروحك سلاماً لمن كان عقلاً وإبداعاً......... وفكراً ........ ومازالت أقلامك ودفاترك وحاسوبك .........تتكئ أرصفة الإنتظار ومازالت روحك تضيء.........مساءاتنا ...... وإشعاع كلماتك تنير أرواحنا .............
مؤسسة فنون الثقافية : صحيفة فنون الثقافية : زوجي ..... ورحلة العمر الضائعه ........ كانت خطواتها تقرع طبول الحرب في دماغي المنهك , هاهي تقترب شيئاً فشيئاً من باب غرفتي الصغيرة الباردة , فتجهزت للمواجهة , دخلت بوجهها البارد الملامح , ماذا أتيتِ تفعلين ؟؟؟؟؟؟؟ !!!!! استغربت السؤال وجمد الدم في عروقي ...اعتلت أوصالي رعشة خفيفة من هول السؤال .. أردفت .... الكريات البيض 50000 ألف في الدم والسرطان قد ملأ جسده ....... وبات مستحيلاً زرع نقي عظام جديد لزوجك ........سقطت على الأرض وأنا في حالةٍ يرثى لها استدارت ..........وتمتمت غدا ً يأتي الطبيب الأخصائي ويعطيكم خطوات العلاج انصرفت وأخذت معها أماني وأحلام عشت عليها ثلاث سنوات .....وأنا أتأمل اليوم الذي نعود فيه لحياتنا الطبيعية , لأيامنا الجميلة... سرقت عمري.. أخذت روحي وباقي من أشلاء قلبي , وتركتني شظايا مرآة قديمة مهملة , هزمتني في معركة غير متكافئة وتركتني جثة هامدة دون حراك ....... نظرت إلى الجسد الضعيف الهامدأمامي في السرير وقد بدأ الصباح ينشر النعوة ويخبر عن حطام إمرأه .....مكلومة ........ لملمت نفسي ........ووقفت أفكر وقد أنهكني التعب فبالأمس كنا في دبي والرحلة الشاقة منها ........حتى وصلنا .......إلى مطار الأردن , ومن ثم إلى فندق في وسط عمان , ...........في منتصف الليل ..... تركت إبني في الفندق وأخذت زوجي بحالة إسعافية إلى مشفى العربي التخصصي لأمراض الدم السرطانية .....وها أنا ....هنا وحيده أصارع أفكاري وما يجب فعله....تركت غرفة المشفى عند بزوغ أول شعاع للشمس وركضت نحو الشارع الفارغ من الناس إلا من أفكاري المتزاحمة المرة العالقة في سرير زوجي المريض ..... كنت وحيدة ممزقه تائه عندما وصلت الفندق جاءني هاتف من صديقة أردنية.....ساعدتني على إيجاد شقة صغيرةقريبة من المشفى .....اتصلت بأقاربي في سورية لنجدتي ومساعدتي فأتوا مسرعين يجرون أثواب الألم والحسرةوهم أخوات زوجي هبوا للوقوف معي في محنتي......... عند ما توسطت الشمس قلب المحنه ....... عدت إلى المشفى وكان زوجي قد أستيقظ من آلامه يرتشف كأس المواجع يغزو وجهه أطياف المرض وخضرة العينين أكلتها طفبلبات المرض ...... دقائق ..........وإذ الطبيب يخبرنا أن العلاج الكيماوي سيبدأ بعد غد ..... كان الخبر شبه صاعقة على زوجي ...... طلب بصوت ضعيف أن يرى ابنه .....عند المساء جاء تمام ليرى أبيه الذي مزقه وحش المرض بأنياب لا ترحم ابتسم زوجي له حضنه بيدين ضعيفتين وقد استعد للرحيل لملم ثيابه على عجل في حقيبة اللاعودة .... في اليوم الثالث لقدومنا الأردن .....بقيت طوال النهار بجانب زوجي أواسيه ..........وفد أجهضتني المأساة .....في المساء حامت خفافيش المرض حول رأس زوجي المنهك ودخل في غيبوبة ... تاركا خلفه حطام إمرأة ..... صرخت ناديته .....لكن ضاع صوتي في صدى مغارة جبليةٍ بعيدة ٍفي أعلى جبل بنهاية العالم .......ترى من يسمع صوت المفجوع عندما تتكالب عليه ذئاب الليل ......عندها طلب مني الطبيب مغادرة المشفى طلبت منه أن أبقى ساهرة الليل معه قال: لا لن تستطيعي عمل شيء ٍ له فهو لم يعد يشعر بك .... سار الطبيب مغادرا الغرفه ......... بعدها وكأن شيئا هزه فالتفت إلي وقال : لقد إتخذ زوجك القرار السليم ...... للحظات لم أفهم ماقصده الطبيب ...... من هول الصدمة ........ لكني فهمت أن الفارس ترجل عن صهوة حصانه......... في صبيحة اليوم الرابع .......فارقنا زوجي ذاك الهرم الذي ملأ الدنيا بأخباره وكان صحفياً بارعاً فذاً يشار له بالبنان أصبح في هذا الصباح خبراً نشرته وكالات الأنباء العالمية والمحلية تركنا وللأسف هي المره الوحيده التي يسافر وحيدا ً كان في كل سفراته يأخذنا معه حيث يذهب ......... حلقنا في مطارات العالم وشاهدنا بلدان عديده ألمانيا ....باريس .........لندن ...... قبرص ..... كندا ....... اليونان وغالبية الدول العربية لم نترك متحفاً ولا معرضًا ولا مهرجان لم نزوره سلاماً لروحك سلاماً لمن كان عقلاً وإبداعاً......... وفكراً ........ ومازالت أقلامك ودفاترك وحاسوبك .........تتكئ أرصفة الإنتظار ومازالت روحك تضيء.........مساءاتنا ...... وإشعاع كلماتك تنير أرواحنا .............

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق