الاثنين، 9 مارس 2015

مؤسسة فنون الثقافية / قصيده / ياشام / الشاعر عصام كمال /




يَا شَامُ صَارَ المَوْتُ عُنْوَانَا = كَفَاكِ قَد فَتَنْتِ ثَكْلَانَا
مَنْ ذَا الَّذِي أَجْرَى البَلَا فِي الخَفَا !؟ = وَ ضَيَّعَ الذِّكْرَى وَ أَوطَانَا !؟
وَ أَصْبَحَ الشَّتَاتُ جِسْرَ اللُّقَى= وَ الدَّمعُ يُزْجِي النَّفْسَ أَحْزَانَا
يُسْمَعُ فِي اللِّيْلِ البُكَا يَعْتَرِي= أَهْلاً ، وَ أَرْوَاحًا ، وَ بُنْيَانَا
كَأنَّ مَا كَانَ الرَّضَا عَابِقًا = وَ لَا السَّلَامُ كَانَ رَيْحَانَا
مَا أَقْبَحَ الجُحْدَ الَّذِي قَد دَهَى = طَيْرًا ، وَ إِنْسَانًا ، وَ بُسْتَانَا
(يُوسُفُ) مِنْ حِقْدٍ هَوَى فِي رَدَى = فَالشَّرُ يُزْجِي القَلبَ أَضْغَانَا
وَ القَومُ بَاتُوا فِي سَحِيقِ الدُّجَى = وَ القَيدُ أشْقَى الذَّاتَ إِذْعَانَا
بِفِتْنَةِ الأَعْدَاءِ لَمَّا كَوَتْ = نِيِرِانُهَا دَرْبًا ، وَ رُكْبَانَاَ
قُدَّ السَّلامُ ، وَ الأَمَانُ انْطَوَى = وَ المَوجُ يَلْقَى البَّرَ غَضْبَانَا
حّتَّى بَكَى العَاصِي هَوَىً قَد سَمَا = وَ أَمْسِ كَانَ الشَّطُّ وَلْهَانَا
سَاءَ السَّبيلُ الآنَ أَهْلَ الوَفَا = يَدْعُونَ غسَّانَ ، وَ مَرْوَانَا
فَهَلْ غَشَتْ دُنيَا الوَرَى نِقْمَةٌ = وَ المَرءُ خَانَ الرَّبَّ أَزْمَانَا
أَينَ الرَّبِيعُ ، وَ الرُّبَا ، وَ الشَّذَا = وَ الطَّيرُ تَشدُو الحُبَّ عِرْفَانَا
(سُوريَّةُ) الأَمجَادِ قَد أشْرَقَتْ = فِي النَّفْسِ آمَالاً ، وَ إِيْمَانَا
قَامَتْ بِهَا خِلَافَةٌ قَد غَشَتْ= فِي كُلِّ أَرضِ العُرْبِ تِيْجَانَا
صُبْحٌ وَ لَيلٌ بالمُنَى والوَفَا = شَعْبٌ أَبِيٌّ دَامَ إِخْوَانَا
لَا يَحْمِلُ الأَحقَادَ أَو جَفْوةً = بَلْ يَحْمِلُ الأَخْلاَقَ عِقْبَانَا
مَجَامِرُ الأَعدَاءِ مِثْلُ الرَّدَى = قَد أَشعَلَتْ فِي القَومِ نِيرَانَا
تَمُدُّهُمْ بِفِتنَةٍ كَالدُّجَى= وَكُلُّ أَمرٍ صَارَ عُدْوَانَا
مَا بَالُهُمْ ! كَيفَ نَسَوا فَجْأةً= مَجْدًا شَدَا البُلْدَانَ ألحَانَا
كَيفَ أَنَاخَ اليَومَ أَثقَالَهُ = حَتَّى رَوَى الآمَالَ حِرْمَانَا
اسْتَرجِعِي الفَجْرَ النَّدِيْ وَ اقْهَرِي = شَرًّا ، وَ أَعدَاءً ، وَ أَعْوَانَا
إِئْتِ السَّلامَ غُصْنَهُ وَ ارِفًا = هَيَّا اذْكُرِي الوَفَا ، وَ أَوطَانَا
أَنْتِ تَجُرِّينَ الْهَوَى لِلفَنَى = وَ مَنْ يُدَاوِي الْحُبَّ لَو هَانَا
مَنْ غَيرُكِ الآنَ يُوَارِي الْأَسَى = وَ يَزرَعُ الأَنحَاءَ رَيْحَانَا
يَا شَامَ عُرْبٍ قَد جَرَتْ أَدمُعِي = وَالغُدْرُ تَلْقَى الطَّيرَ ظَمْآنَا
جُرْحُكِ أَدْمَى بِالأَسَى أمَّةً = وَ الخُلْفُ زَادَ النَّفسَ أَشْجَانَا
يَا شَامَ أَمْسِ وَ الرَّبِيعِ النَّدَي = يَأسُو الوَفَا أَرْضًا , وَ خِلَّانَا
مَتى تُوَدِّعُ الثَّكَالَى البُكَا = وَ يَمْحَقُ الإخْوَانُ أَحْزَانَا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق